-A +A
عبدالعزيز منيف بن رازن
كعادته في دس السم بالعسل، ألقى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خطاباً أقل ما يقال عنه أنه بمثابة الإعلان عن مخططاته الخبيثة والمؤامرات المشبوهة التي يعتزم نسجها خلال العام المقبل، فمن خلال قراءة متأنية لخطابه أمام مجلس الأمة التركي بمناسبة افتتاح العام التشريعي الجديد تتبين عدة نقاط.

فأردوغان تحدث خلال الخطاب عن العقيدة السياسية التركية الجديدة تجاه دول الخليج بشكل خاص ومنطقة الشرق الأوسط بشكل عام، فبمنتهى العجرفة وجه «أردوغان» رسائل تحقير لدول المنطقة وعواصم أوروبية من بينها فرنسا، واليونان.


الرجل يعاني من سيكولوجية نفسية هي: «الحب والكره» تجاه دول الخليج، وفي هذا الخطاب قسم دول الخليج على طريقة الرئيس الأمريكي الأسبق بوش الابن إذا ما كنت معي فأنت ضدي، ودول معادية وأخرى غير ذلك.

ومن المؤسف أن يعتبر أردوغان المملكة العربية السعودية من الدول «غير الصديقة» وكذلك الدول الحليفة للرياض، وهو وصف أصله مراكز الأبحاث التركية، وخطاب أردوغان بمثابة كشف للنوايا الخبيئة، بل إعلان كراهية لدول المنطقة خلال السنوات المقبلة.

وعقب إعلان أردوغان كراهيته للمملكة صراحة، من الضروري أن تكون هناك وقفة على المستوى الشعبي والاقتصادي مع تركيا، بمعنى أن يكون لرجال الأعمال في السعودية دور يتمثل في مقاطعة المنتجات التركية طالما الرئيس التركي بالحكم، من منطلق ردة الفعل إزاء هذا الخطاب الأعمى الذي لن يقبل منه ألف اعتذار.

وعلى صعيد الإعلام الخارجي، لابد من فضح جرائمه بحق الشعوب العربية، مثل مجازره بحق الشعب السوري، وضد الأكراد بإقليم كردستان العراق، وفى ليبيا من خلال انتهاك السيادة الليبية وإرسال المرتزقة السوريين لتكون أشبه بحرب عربية - عربية سببها ذلك المتعجرف، المثير للفتن والضغائن والكراهية في المنطقة.

لقد طفح الكيل من «أردوغان» وأرى أن خطابه الأخير بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير، بل قطع شعرة معاوية مع دول الخليج، بيده الملطخة بدماء الأبرياء في كل منطقة بدول العالم على درب أجداده الذين سفكوا دماء الأرمن إبان الحرب العالمية الأولى.

وفي الختام فحسب الدراسات بالعلوم السياسية والدبلوماسية فإني أرى تهديد الرئيس التركي ليس أهلاً للرد عليه وإنما لكشف خبث ما بداخله من نزعة دموية، من غير أن يلقي لذلك بالاً، إذ ينطبق عليه قوله تعالى في محكم التنزيل: «وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ».

* مستشار بمركز الدراسات العربية الروسية

FaisalKadosssff@